الأربعاء، 21 أغسطس 2019

توصيات حول اللغة المناسبة للتحدث عن مشكلات الصحة النفسية

   

     خلال محاضرة لمجموعة من طلاب الجامعة، وصفت كيف يمكن أن نُظهر الاحترام للأشخاص الذين لديهم مشاكل الصحة النفسية باستخدام اللغة المناسبة. وذكرت مثال على ذلك، أنه من الأفضل أن نقول "جون لديه فصام"، بدلاً من "جون فصامي".
ففي الطريقة الأولى يكون التركيز على الشخص وليس مرضه، بينما في الطريقة الثانية يُعادَل الشخص بمرضه، وذلك يُديم العلامات السلبية والقوالب النمطية عن وجود حالة نفسية.
في هذه الأثناء، رفعت شابة يدها وقالت: "لقد تم تشخيصي باضطراب ثنائي القطب منذ عام، ومنذ ذلك الحين وأنا أقول دائما:" أنا ثنائية ". لم يحدث أبداً أن قلت : "لدي اضطراب ثنائي القطب"، لكنني أدركت الفرق، فأنا شخص، ولست تشخيص، وقد أصابني مرض نفسي، ولكنّه ليس أنا، لدي أهداف في حياتي و لدي مهنة  وأسرة، والكثير من الأمور المهمة، وهذا التشخيص لن يوقفني، ولا ينبغي لي أن أحد من نفسي بأنني مجرد مرض". وقد أشدْتُ بها على تعليقها الذي يؤكد على قضية هامة جداً: وهو أن الطريقة التي نتحدث بها عن الاضطرابات النفسية والأشخاص الذين يعيشون مع ظروف الصحة النفسية غالباً ما تتضمن أخطاء واضحة.

كيف نتحدث عن الصحة النفسية؟
 جزء كبير من المشكلة هو أن العديد من الناس ذوي النوايا الحسنة ليسوا على دراية بهذه المسألة. ولكن عندما نلفت انتباههم بتوضيح طريقة أكثر احتراماً للحديث عن الصحة النفسية، سيستجيبون لذلك. (بطبيعة الحال، سيبقى هناك بعض الذين لن يغيروا طريقتهم حتى لو تم لفت انتباههم، ولكن لا يمكننا تغيير العالم كله بين عشية وضحاها.)
وهنا أُلخص الطريقة المثلى للتحدث عن قضايا الصحة النفسية في قائمة توصيات مناسبة للنسخ، والعرض، والمشاركة، وتعليم الآخرين. وهذه القائمة ليست شاملة، وليست مجرد تفضيلات شخصية، لكنها تعكس اللغة المفضلة الموصى بها من قِبل العديد من منظمات الصحة النفسية الرائدة. وسأُشمل أيضاً إخلاء المسؤولية بأن ماهو صحيح اليوم قد لا يكون كذلك في مرحلة ما في المستقبل، حيث أن المصطلحات واستخدامها  في تطور مستمر.

توصيات حول كيفية التحدث عن مشاكل الصحة النفسية
  • عند استخدام المصطلحات التشخيصية، يوضع الشخص أولا، وليس المرض. مثال: "فلان لديه فصام وليس فلان فصامي" .
  • لا تقول، "مختل نفسياً"، أو "مريض نفسياً ". قل بدلاً من ذلك  "لديه مرض نفسي". ومن المناسب أيضاً قول "حالة صحة نفسية"، لأن الكثير منهم قد لا يكون لديه تشخيص رسمي أو مرض كامل.
  • لا تستخدم مصطلح "متخلف" أو "متخلف عقلي" واللغة المفضلة حالياً هي القول بأن الشخص "لديه تأخر فكري أو تأخر نمو".
  • لا تستخدم مصطلحات مؤذية مثل ("مجنون" "نفسية"، "مختل") لوصف شخص يقوم بسلوكيات غير سوية أو عنيفة، أو وصف الأشخاص الذين لديهم مرض نفسي.
  • لا تقول "دماغه تالف " أو "معتوه". قل "لديه إصابة في الدماغ" أو "لديه خرف".
  • لا تستخدم المصطلحات التي تشير إلى الشفقة، مثل "معاناة"، "ضحية" عند الإشارة إلى مرض شخص ما. بدلاً من ذلك قل "لديه تاريخ من.."، "يتعالج من ..،" أو "يعيش مع.. ".

  • لا تستخدم المصطلحات التشخيصية  لشرح الأحداث اليومية أو السلوكيات الشائعة عند الكثير من الناس، مثل، "هذا لديه وسواس قهري" أو "أنا لدي فرط حركة".
  • وعلى الرغم من هذه المبادئ، إلا أنه يجب أن تُحترم تفضيلات كل فرد للطريقة التي يرغب بها في الإشارة إلى حالته الصحية .

دعونا نصنع الفرق 
على الرغم من انتشار هذا النوع من المبادئ التوجيهية، إلا أنه لا يزال  الكثير من المهتمين بمجال الصحة النفسية ومقدمي الخدمات النفسية من ذوي الخبرة يستخدمون بشكل روتيني لغة غير لائقة و غير مراعية لمشاعر الآخرين !  
لذلك يجب أن ننشر الوعي بهذه المبادئ. فحين نغير الكيفية التي نتحدث بها عن قضايا الصحة النفسية، يمكننا أن نبدأ في التأثير على المواقف والسلوكيات السلبية التي تؤثر سلباً على الكثير من الناس. دعونا نُحدث فرقا، بدءاً من اليوم.  

                             


By: David Susman 

الموضوع الأصلي هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق